ااااااه يانا يامّا...آلام مبرحه مجهولة المصدر و المله والدين في أسناني. هاين عليا اضرب نفسي رصاصتين علشان اخلص من الوجع اللي انا فيه.
أمي : يا حبيبي كدة ماينفعش ..لازم تشوف دكتور. انت بقالك يومين علي الحال ده و المسكنات مش جايبة نتيجة.
انا : خلاص يا ماما انا كلها كام يوم و هسافر و هبقي اروح للدكتور بتاعي بره
أمي : يا نور عيني انت مش هتستحمل وجع السنان كل ده، انا مش قادرة افهم انت مش عايز تروح لدكتور ليه؟
انا : معلش يا ماما أصل الدكتور بتاعي هناك عنده خريطة بُقّي و هيعرف يتصرف كويس و مش هيشتغل عمياني.
أمي : طيب يا ابني روح حتي اعمل اي حاجه مؤقتة كده لحد ماتسافر
انا : بصراحة انا خايف حد يلعب فسناني أقوم اطلع من العيادة علي مستشفي الحميات
أمي : حميات ايه يا واد؟
انا : هي مش طنط باكيناز راحت برضه تنضف سنانها قام ماسك فيها فيروس سي؟ و أونكل نياظي خلع ضرس قام جاله زهايمر؟
أمي : مش فاكرة....
انا : طيب ابن صاحبتك الواد الغلس ده ابو قفا طويل لما راح يشيل ضرس العقل...مش طلعوه من النيل عند حلوان كده؟
أمي : ايوة انا فاكرة ده...بس دي كانت غلطة صغيرة في حقنة البنج! دلوقتي ابتدي يمشي و يدخل الحمام لوحده كمان و إنشاءالله هايرجع يتكلم تاني.
انا : خلاص...وجع السنان أحسن مايجيلي تخلف...هو انا ناقص!
حاولت معايا الست الوالدة بكافة الطرق أنها تقنعني و انا راسي جزمة قديمة، العمر مش بعزقه!
من هنا لهنا الوجع كان بيزيد عليا و الواد ابن خالتي كان عندنا و قاللي هو يعرف عيادة سنان كويسة اوي جنبنا في وسط البلد و قاللي علي ضمانتة. استسلمت في النهاية و رحت معاه. طبعاً انا ضارب كمية مسكنات تدوُّخ فيل أفريقي مراهق في موسم التزاوج فحاسس ان الدنيا حواليا ماشية بالتصوير البطيء!
العيادة كانت في شارع فؤاد (٢٦يوليو). عمارة أنيقة من الزمن الرومانسي و تحتها فيه كافيتيريا مشهورة كان ابويا بياخدني فيها كل يوم جمعة بعد حفلة سينما مترو بتاعة الأطفال. طبعاً انا عمري مارحت عند دكاترة سنان في مصر قبل كدة و كنت متخيل أني هاشوف مأساه طبعاً....يعني البلد كلها أصلاً ماشية بالبركة، هاتيجي علي دول يعني؟
دخلنا العيادة..مبدئياً تصميم عصري بس برضه محافظ علي الطراز المعماري العتيق بتاع العمارة و المنطقة كلها.
انا : الحقوني انا حاسس ان فيه ضرس هاينط من بقي و يطلع يجري
الست اللي في الرسيبشن بابتسامه خفيفة : سلامتك، بس يا تري فيه حجز؟
انا : للأسف لأ بس انا هافطس
هي : طيب انت حظك كويس فيه حجز اتلغي النهارده، ممكن بياناتك؟
اديتها اسمي و دخلت قعدت و انا في عالم تاني. والله المكان شكله مبشر بالخير. ربنا يستر بس و تكون الأجهزه معقمة و مايحصليش حاجة. ندهو عليا و دخلت اوضة كده فيها كرسي صورة طبق الأصل من الكرسي اللي عند الدكتور بتاعي في احدي دول العالم اللي م الآخر! طبعاً انا كنت متوقع كرسي حلاق و خاب ظني. بصراحة ابتديت استريح شوية.
دخلت عليا الدكتورة و سلمت عليا ب اسمي و كانت في منتهي الأدب و الود و البروفيشينالزم و معاها ممرضة بتساعدها، بصراحة الممرضة أصلاً شكلها دكتورة...حاجه تفرح والنعمة! . بعد السلامات قلتلها اللي فيا و قلتلها انا بس عايز اي تلصيمة كدة علشان انا مسافر كمان كام يوم. دخلوني أوضة تانية و لبسوني مريلة و عملولي إشاعة قبل الدكتورة ما تضرب اي شاكوش ف بقي. ايه ده؟ ده نفس النظام بتاع بره بالظبط!! طب والله دي حاجة لطيفة خالص. ابتدت الدكتورة الشغل و قالتلي فيه حفرة قد بركة السبع كده في ضرس من ضروسي و هي هتحط حشو مؤقت بس لازم اشوف الدكتور بتاعي اول مارجع. بصراحة أيديها تتلف ف حرير و ماحستش بأي حاجه. بصراحة حسّيت أني مفتري و ان مصر لسة حلوة و فيها حاجات و ناس كتير زي الفل، الظاهر الغربة نسّيتني اصلي.
طبعاً كنت في منتهي السعادة علشان الوجع راح و ممكن آكل اللي نفسي فيه الكام يوم اللي انا قاعدهم. بعد ماخلّصت انا والبقف ابن خالتي رحنا جبنا سندوتشات مكرونة بالكبدة من عند الراجل اللي ورا القنصلية الفرنسية القديمة في شارع البورصة...بصراحة كانت أكله تاريخية!
طافت هذه الأحداث في مخيلتي وانا باطلَّع في الروح في مستشفي الحميّات في إمبابة بعد التسمم اللي جالي من الاكلة التاريخية!
و الف هنا و شفا