السبت، 15 نوفمبر 2014

حروب الجيل الرابع

بعد يوم طويل سخيف مكرر ساقتني قدماي المتورمتين الي "كوفي شوب" في احدي ضواحي المحروسة ( محروسة من آيه مش عارف!). الكراسي متهالكة، الترابيزات عشوائية الترتيب و تفصح عن انعدام اي خبرة لاصحاب ال"كوفي شوب" حتي في إدارة عشة فراخ ( مع كامل الاحترام لاخواننا الفرارجية!).تقريبًا كان جراج وصاحب البيت عملو قهوة بعد حالة الخبل اللي ضربت مصر بعد الثورة!  حالة من التوجس انتابتني و تخيلت أني لمحت فيروس سي قاعد علي الترابيزة اللي قدامي بيستعد انه ينقض علي اول كوباية نسكافيه هتعدي قدّامه. خلاصة القول ان هذا ال"كوفي شوب" يفتقد اقل شروط الصحة العامة و مثله الكثير متناثر في أنحاء المحروسة زي حب الشباب كدة بتاع المراهقين.

شعرت بحالة من الحميمية عندما جاءني النادل(الويتر، القهوجي...الخ) و تعلو وجهه ابتسامة تنبئ بكمية الترامادول اللي لسة ضاربها في الحمام. الحميمية كانت نتيجة مشاركته لي احد اقرب خصوصياته وهي لون "الاندروير" بتاعه! حيث البنطلون منحسر انحسارا- اظنه غير عفوي- يكشف عن قطاع عريض من شخصيته السفلية التي سررت لأعلم انها بلون دم الغزال.

دم الغزال: مساء الفل، الباشا يشرب إيه؟
أنا: مساء النور، ممكن قهوة مظبوطة و ماية ساقعة؟
دم الغزال: من عيني، شيشة يا باشا؟
أنا: لا شكرًا أنا  بشرب سجاير
دم الغزال: ولا يهمك يا باشا

قاومت رغبة شديدة في تسديد شلّوط ماركة روبيرتو كارلوس لمؤخرة "دم الغزال" عندما انحني علي الارض ليلتقط القلم الذي اوقعه بعد ان كتب الطلب الذي طلبته...

في انتظار المشروب تراءي الي سمعي حديث شيّق بين اثنين من الشباب علي ترابيزة قريبة. الحوار  يدعو الي بعض من البكاء، كثير من اللطم و شق الهدوم. 

شاب ١ : يابني أنا سمعتهم امبارح بيقولو خلاص الجيل الرابع هينزل مصر
شاب ٢ : انت متاكد؟ مين اللي قال كدة؟
شاب ١ : الراجل الجامد دة اللي سأل البرادعي اذا كان بيعرف دكر البط بكام ايام الثورة
شاب ٢ : الراجل دة مية مية! طالما قال كدة يبقي أكيد كلامه صح. بس يعني ماشوفناش إعلانات عن الموضوع ده لسة
شاب ١ : أكيد الحملة الإعلانية هاتبتدي قُريب. الناس دي مابتهرجش و أكيد مجاهزينلنا مفاجات جامدة
شاب ٢ : ياريت يا اخي. الواحد زهقان بقالو فترة كبيرة
شاب ١ : ايوة! أصله كمان قال ان الجيل الرابع ده هيبقي حرب جديدة
شاب ٢ : طبعاً! أومال انت فاكر آيه. دول هيولوعو الدنيا. بس تفتكر احنا جاهزين؟
شاب ١ : مش مشكلة هانتصرف. الواد حمادة صاحبي هيظبطنا
شاب ٢ : ماشي. بس تفتكر مين هيبقي اجمد؟
شاب ١ : أنا عن نفسي مش هغير نظامي. أنا مع موبينيل بقالي كذا سنة
شاب ٢ : انت حمار! اتصالات زي الفل! 
شاب١ : يا عّم كل واحد ينام عالجنب اللي يريحو. اهم حاجة الجيل الرابع دة يسرع الانترنت عشان أكلم المزة و أشوفها بالكاميرا طول الليل
شاب ٢ : خليك كدة ماشي ورا الحريم لحد ما يجيبوك الارض.
شاب ١ : يارب بس حرب الجيل الرابع دي بين فودافون و موبينيل و اتصالات ترخص الانترنت شوية
شاب ٢ : من بقك لباب السما

الي هذا الحد شعرت بنغزة في صدري مع صعوبة في التنفس و بدأت رغاوي تخرج من فمي. 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق