الأحد، 14 ديسمبر 2014

البورصجي



كنت في غاية الانشكاح و انا لابس الروب الأسود و الزعبوط في حفلة التخرج من الجامعة. كنت حاسس زي ماكون حسام حسن و بستلم كاس الامم الافريقية ايام ما كنّا لسة بناخده بدل الخوازيق اللي عمالين ناخدها بقالنا ٥ سنين!  اتخيلت أني سامع الحاجة ياسمين الخيام و هي بتغني أغنية ماتشات الكورة "المصريين اهمه حيوية و عزم و همه". طبعاً لازم احس بالسعادة بعد البهدلة اللي اتبهدلتها لحد ماخدت الماجستير في أسواق المال و إدارة الاستثمارات المالية. و اللي زاد و غطي أني كمان كان عندي وظيفة مستنياني في احدي عواصم المال العالمية، يعني مفيش بعد كدة....مش ناقص الا العروسة، يا فرحتك بيا يامّه!

ابتديت الشغل و عدت الأيام و لقيت مديري بيقوللي انهم عايزين يبعتوني مصر علشان ادرس الاسواق المالية هناك و أعملهم تقرير عن الفرص الاستثمارية ...و طبعاً ده مش علشان سواد عيوني..ده كان علشان انا ابن البلد و بتكلم عربي! طبعاً وافقت بلا تردد! أهو برضه اقعد مع اهلي شوية و أعالج الحنين الجارف للبامية و الملوخية و الكوسة المحشية!

حالة السعادة اللي كنت فيها في الطيارة ماتأثرتش حتي بعد الأخت الفاضلة المضيفة ما دلقت عليا الشاي و القهوة و البيبس و حدفت الاكل في حجري و بوظتلي هدومي و بعد كدة زعقتلي أني كنت السبب في ده لأَنِّي كنت قاعد غلط علي الكرسي. كنت في منتهي الأسف لما جالي مساعد الطيار و وبخني و طلب مني أني اروح اعتذر للاخت المضيفة لأن نفسيتها وحشة جداً بعد اللي "انا" دلقته علي روحي! 

و صلت ارض الوطن و بدأت ارتب لقاءات مع الشركات المتعاملة في البورصة علشان افهم طبيعة السوق و استكشف فرص الاستثمار. رحت اول شركة و قعدت مع احد المسئولين فيها.

انا : يا تري ايه اهم القطاعات النشطة في السوق المصري؟
المسئول: قطاع الأمن المركزي
انا : أفندم؟
المسئول: يا باشمهندس قول يا باسط...قطاع ايه و زفت ايه؟ احنا شغالين بالبركة
انا : ازاي يعني؟
المسئول : يعني الحاج صاحب الشركة بيعمل صلاة استخارة كل يوم باليل و الأسهم اللي بتجيلة في المنام هي اللي بنشتغل عليها.

بصراحة ماجاليش قلب أكمِّل المقابلة. سبته و رحت علي ميعاد تاني في البنك المركزي

انا : يا تري ايه رؤية البنك المركزي لمعدل التضخم في مصر؟
المسئول : كل خير إنشاءالله 
انا : ايوة يعني توقعاتكم هيبقي كام السنة اللي جاية؟
المسئول : انت عايزه كام؟
انا : يعني ايه انا عايزه كام؟
المسئول : انت راجل ضيفنا و لازم نكرمك، قول بس انت عايزه كام السنة اللي جاية و انا و رحمة أمي هعملهولك زي ما انت عايزه...عيب يا باشا ده انت بلدنا و لازم نكرمك

طبعاً بعد ما سمعت الكلمتين دول حاولت جاهداً أني أقفل بقي و امنع تدفق الريالة منه. شكرت الراجل و قلتله معلش هبقي أجيلك مرة تانية علشان جالي حموضة عنيفة بشكل مفاجئ و لازم اروح للدكتور!

طبعاً نزلت من عنده و مشيت في الشارع بلا هدف و في حالة ذهول. ماحستش بنفسي الا و انا علي باب قهوة في وسط البلد. بصراحة كان نفسي اشرب شيشة فدخلت و طلبت شيشة و قهوة و انا أقاوم رغبة عارمه في الصويت علي حال الاقتصاد في البلد. لمحت من بعيد راجل قاعد و حوالين ناس كتير و هو منهمك في الكلام معاهم و هما عنيهم متعلقة بيه زي مايكون الراقصة الاهتزازية صافيناز قدامهم. سألت الجرسون بعد ما غمزته ٥  جنية

انا : هو مين الراجل اللي هناك ده؟
الجرسون : ده عّم منير، بييحي هنا كل يوم
انا : شكله كاتب او شاعر، صح؟
الجرسون : لا يا باشا ده بورصجي كبير اوي
انا : يعني ايه بورصجي؟
الجرسون : الناس بتديله فلوس يشغلهالهم في البورصة
انا : و يا تري بيكسب؟
الجرسون : الناس كلها بتشكر فيه، تحب يا باشا اعرّفك عليه؟
انا : مالوش لزوم، انا بس هانقل ترابيزه قريبة منه و اسمعه
الجرسون : تحت امرك يا باشا، هو صحيح الباشا بيشتغل ايه؟
انا : حلّاق

نقلت جنب عّم منير علشان اسمع بيقول للناس ايه

عّم منير : احنا باْذن المولي هنلعب علي سهم شركة الكتاكيت المتحدة بكره. انا مصادري بتقول ان السعر هيضرب في العلالي
رجل ١ : عرفت ازاي يا عّم منير؟
عّم منير : الواد ابن اختي شغّال سواق علي عربية نص نقل في سوق العبور و بيقول الطلب علي الفراخ زاد اوي الأسبوع اللي فات
رجل ٢ : طيب و سهم شركة الغول للفول اخباره ايه؟
عّم منير : لا ده فستك. الواد غندور بتاع عربية الفول اللي علي اول شارعنا بيقوللي بيجيبو فول صيني دلوقتي...

بطني وجعتني بعد لما سمعت الكلمتين دول و قمت روحت البيت. صحيت تاني يوم و معرفش ليه قلت اشوف الأسهم بتاعت عّم منير عملت ايه. اكتشفت ان اللي قاله الراجل حصل بحذافيره و أكيد كسب فلوس كتير اوي في العملية.

كلمت مديري في التليفون و قدمت استقالة شفهية و دخلت أوضتي و طلَّعت شهادة الماجستير وولّعت فيها و نزلت اقعد جنب عّم منير.

و العلم في الراس مش في الكرّاس




  

الخميس، 4 ديسمبر 2014

المصريين في بلاد المحجر!




اتعلمنا في المدارس و احنا عيال (ده علي أساس ان ده كان تعليم أصلاً) ان الشعب المصري له خصائص فريدة من نوعها. شعب اصيل، طيب، كريم، خدوم، محب للغريب، متلاحم، شجاع....الخ الخ. و كان الاستاذ العلّامة الجهبذ الحاج عبد الحميد ،مدرس اللغة العربية في مدرستي الإعدادية، بيأكد ده دائماً خاصة لما كان بيطيح فينا و ينزل ضرب في اي تلميذ حظه الأسود انه وقع في ايده و هو بينخرب في مناخيره في الحصة بتاعته. كنّا بنشوف عظمة و طيبة الشعب المصري بتتجلّي قدامنا بين آهات و صراخ زميلنا اللي بيتبهدل و حرفنة الحاج عبد الحميد في تسديد 
اللكمات و الركلات بشكل فني يفكرك بحرفنة محمد علي كلاي و رشاقة راقصى باليه بحيرة البجع.

اتربينا علي شعارات خليتنا نتأكد ان احنا أحسن ناس في الدنيا! و ان أصلا مفيش حد في الدنيا غيرنا! و كلام من 
عينة "لو لم أكن مصرياً لوددت ان أكون مصرياً". طبعاً! العالم كله بيغير مننا و نفسه يبقي زينا.

بعدما شددت الرحال الي بلاد الفرنجة بحثاً عن تعليم و فرصة اكتساب خبرات جديدة، كانت اول مهمة أني ألاقي أعضاء من الجالية المصرية علشان اعرف اظبط أموري في اول تجارب الغربة. 

الاستاذ مُحب: حمدالله علي سلامتك نورت البلد، الأخ منين؟
انا : الله يخليك، انا من وسط البلد في القاهرة
الاستاذ مُحب: أحسن ناس، و ناوي تقعد معانا علي طول ولا زيارة
انا : لسة عندي جامعة و بعد كدة هنشوف، حضرتك ايه رأيك؟
الاستاذ مُحب: بصراحة البلد هنا زي الزفت و صعبة اوي، ناس كتير زيك ماستحملوش اكتر من شهور.
انا : يا ساتر! ليه كدة؟
الاستاذ مُحب: بص انت شكلك ابن ناس وانا هقولك نصيحه لوجه الله، لو عايز تكمل في البلد دي، ابعد عن المصريين خاااالص
انا : ده علي أساس ان حضرتك من نيكاراجوا؟ طب ما انا و انت مصريين!
الاستاذ مُحب: بص يا حبيبي انا قلتلك و عقلك في راسك تعرف خلاصك....

طبعاً انا قلت ده راجل مجنون!

عدت الأيام و قابلت واحد مصري تاني...

الاستاذ موفَّق : يا أهلاً بيك يا حبيبي اتفضل اشرب حاجه
انا : أهلاً بيك
الاستاذ موفَّق : لو محتاج اي حاجه قل لي احنا اخوات في الغربة يعني
انا : الله يخليك انا كله تمام، انا عايز بس اي نصايح منك كدة تساعدني في التأقلم علي البلد
الاستاذ موفَّق : بص بيني و بينك كده، لو عايز تعيش و تنجح هنا...ابعد عن المصريين! خليك كده من بعيد لبعيد أحسن ممكن يجيبوك الارض
انا : برضه؟؟ ده الاستاذ مُحب نصحني نفس النصيحة!
الاستاذ موفَّق : يا شيخ؟ أهو انت بقي لازم تبعد عن مُحب ده بالذات! هيوديك في ستين داهية!
طبعاً انا كنت مذهول ان الكلام ده اتكرر مع تقريبا كل المصريين اللي قابلتهم و كانو بيحكولي قصص امنا الغولة عن ازاي كل واحد منهم اخد خوازيق من التاني. أومال فين بقي طيبة و حضارة المصريين؟ ما علينا...

لما لقيت الناس كلها بيخزوقوا في بعض قلت يا واد خليك في حالك و ملكش دعوة بأي حد. مذاكرة و شغل و سفر و ترحال لسنين طويلة بعد كده و كنت ابعد ما يكون عن الجالية المصرية. من نجاح الي نجاح في مجال عملي و عشت احلي ايام حياتي

خمستاشر سنة عدت و الدم حن أني أدوّر علي مصريين تاني..وحشوني. فعلا بدأت اعمل علاقات مع ناس متغربين زي حالاتي كده و كانت بصراحة أوقات جميلة و رجعولي ذكريات اجمل.

ابتسمت وانا اتذكر رحلتي مع الحياه و انا واقف في طابور استلام اعانة البطالة من الحكومة.

و مانشوفكوش فحاجة وحشة

      

مترو الإنفاق و لعنة الفراعنة!




المصريين بياخدو مصر معاهم في اي مكان يروحوه في العالم! طبعاً انا كفّرت سيئات زمايلي في احدى الجامعات الأوروبية بكلام و حكايات عن مصر. و لما كان التلفزيون هناك بيجيب  برنامج الباشمهندس زاهي حواس و هو واخد موميا ف حضنه و بيحكيلنا ازاي جوز خالتها هو اللي دق اسفين بينها و بين جوزها و كانت النتيجة انهم حنطوها بالمشقلب....كان البيت عندي زي مايكون نهائي كاس العالم، انا قاعد في الصالة و ماسك علم مصر، طابخلهم فول و طعمية و طحينة و حبشتكانات حرشة كدة لزوم القعدة طبعاً، و مشغّل الاغنية الأسطورية بتاعت شادية "يا حبيبتي يا مصر". زي مايكون مولد السيدة زينب. طبعاً انا كنت ببقي في منتهي الفخر و انا بشوف الانبهار و الإعجاب  في عيونهم...كلهم قالولي نفسهم يزوروا مصر بعد الجامعة...و انا طبعاً فتحت صدري و قلتلهم الجملة المصرية المأثورة "ملكوش دعوة انا هاظبتكم"

عدت الأيام و السنين و خلصنا الجامعة و كل واحد فينا راح لحاله. لحد يوم كدة بافتح الايميل لقيت رسالة من زميلة من الجامعة اسمها إنجريد بتقولي انها اخدت اجازة سنة من شغلها و هاتروح تزور بلاد كتير من ضمنها مصر كمان ٦ شهور. رديت طبعاً و قلتلها أهلاً و مرحباً و حسّيت بانبساط داخلي كده علشان العيال دول كلهم كانو وحشوني. و انا في طريقي للبيت، افتكرت أني متجوز! و افتكرت ان مراتي تطيق العمي ولا تطيق إنجريد بالتحديد من الصور اللي شافتها، مع أن عمر ماكان فيه اي حاجة بيننا اكتر من الزمالة. كمان انا ماليش في بنات السويد، بيض كدة و شقر و فارعي القوام...انا أحب السمراوات كده اللي شعرهم اكرت و دمهم حامي! علي العموم هانتصرف.

باقي أسبوع و إنجريد هتوصل! انا جاتلي فكرة جهنمية أني ابعت مراتي تزور اختها اللي متجوزة و عايشة في منغوليا مع جوزها مهندس مناجم الفحم. أهو تشوف اختها اللي بقالها سنتين ماشافتهاش و بالمرة تروح تزور قبر مثلها الاعلي جنكيزخان. 

بعد تلات ساعات من وصول الطيارة لقيت إنجريد يا عيني خارجة من صالة الوصول عرقانة و منكوشة و شكلها واخد علقة! استفسرت منها عن التأخير قالتلي ان السير بتاع الشنط كان عطلان و داخت لحد مالقت شنطها! طبعا حاولت اشرحلها ان ده عمره مابيحصل في مصر أبداً أبداً و أكيد الاخوان هما اللي ورا الموضوع ده! البنت تناست الموضوع لانها كانت مبسوطة انها هتحقق حلمها باستنشاق عبق التاريخ اللي انا قارفهم بيه من زمان. 

وصلنا الأوتيل بعد اربع ساعات من المعافرة مع السيد صلاح سالم مع ان المشوار ياخد ربع ساعة بس. يا عيني البنت اشفقت عليا من كتر التبريرات و الاعتذارات اللي عمال اقولها علشان أبرر الزحمة و ان ده مخطط ماليزي-صهيوني-أسيوطي للتأثير علي إرادة الشعب المصري الطاهر البريء!

قضينا كام يوم نزور الاثار و المناطق التاريخية و بذلت قصاري جهدي انها ماتتخطفش مني او حد يتحرش بيها و بيا في المناطق السياحية و المقاصد الثقافية. 

أمي طبعاً عملتلنا عزومه هايلة خصوصاً أني كنت وصيتها انها تعمل اكل خفيف! طبعاً كلمة اكل خفيف دي مش موجودة في قاموس امهاتنا ربنا يديهم الصحة. احنا بنعتبر الغدا او العشا معركة حياه او موت بينا و بين الجهاز الهضمي و المصران الغليظ! انا حسّيت ان إنجريد هاتطلع في الروح بعد تالت معلقة كشك و تاني صباع ممبار أمي كانت بتحشره في زورها...أومال ايه...المصريين أهل الكرم! و الضيف لازم نكرمه لحد مانجيب اجله.

انقذت البنت من الكرم المتوحش بتاع ابويا اللي متمثل في صينية كنافة بالكريمة معمولة بتلاتة طن سمنة بلدى! أخدتها و نزلنا نتمشي في وسط البلد افرجها علي الطراز الاوروبي الجميل اللي لسة محتفظ برونقه. و احنا في السكة، شافت محطة مترو الإنفاق و طلبت تتفرج عليه. وافقت علي مضض وانا متوجس من اللي ممكن يحصلها.

 و احنا تحت الارض الظاهر طبيخ أمي اشتغل و هجم علي الجهاز الهضمي الاوروبي المنشأ بتاع إنجريد و قالتلي عايزة تروح الحمام. لطمت علي وشئ و قلتلها بلاش وانها تحاول تمسك نفسها لحد مانوصل حته فيها مراحيض "غير عامة". سكتت ٥ دقائق و رجعت قالت مش قادرة تمسك نفسها و ابتدت تعرق و وشها يجيب ألوان! طبعاً انا معرفش فيه حمامات في الإنفاق عندنا من اصله ولا لأ. اخدت البت و جريت علي عسكري من بتوع الأمن و سالتة هو الحمام فين، بص لانجريد و قاللي انتو عايزين الحمام ليه؟ طبعاً مارديتش عليه و ستر ربنا أني شفت يافطة الحمامات قريبة مننا. دخلت البنت الحمام وانا وقفت برة ادعي ان ربنا يعديها علي خير و يحميها من عبق التاريخ الفرعوني اللي هتشمه في الحمام.

كنت في منتهي السعادة لما إنجريد بعتتلي جواب من المصحة النفسية اللي بتتعالج فيها في سويسرا بتقول فيه انها اتحسنت خالص و الدكاترة قالولها ممكن تخرج لما يلاقو علاج للعنة الفراعنة اللي جاتلها في زيارة مصر.

عمار يا مصر






  

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

عيادة الأسنان و الاكلة التاريخية

 

ااااااه يانا يامّا...آلام مبرحه مجهولة المصدر و المله والدين في أسناني. هاين عليا اضرب نفسي رصاصتين علشان اخلص من الوجع اللي انا فيه.

أمي : يا حبيبي كدة ماينفعش ..لازم تشوف دكتور. انت بقالك يومين علي الحال ده و المسكنات مش جايبة نتيجة.

انا : خلاص يا ماما انا كلها كام يوم و هسافر و هبقي اروح للدكتور بتاعي بره

أمي : يا نور عيني انت مش هتستحمل وجع السنان كل ده، انا مش قادرة افهم انت مش عايز تروح لدكتور ليه؟

انا : معلش يا ماما أصل الدكتور بتاعي هناك عنده خريطة بُقّي و هيعرف يتصرف كويس و مش هيشتغل عمياني.

أمي : طيب يا ابني روح حتي اعمل اي حاجه مؤقتة كده لحد ماتسافر

انا : بصراحة انا خايف حد يلعب فسناني أقوم  اطلع من العيادة علي مستشفي الحميات

أمي : حميات ايه يا واد؟ 

انا : هي مش طنط باكيناز راحت برضه تنضف سنانها قام ماسك فيها فيروس سي؟ و أونكل نياظي خلع ضرس قام جاله زهايمر؟

أمي : مش فاكرة....

انا : طيب ابن صاحبتك الواد الغلس ده ابو قفا طويل لما راح يشيل ضرس العقل...مش طلعوه من النيل عند حلوان كده؟

أمي : ايوة انا فاكرة ده...بس دي كانت غلطة صغيرة في حقنة البنج! دلوقتي ابتدي يمشي و يدخل الحمام لوحده كمان و إنشاءالله هايرجع يتكلم تاني.

انا : خلاص...وجع السنان أحسن مايجيلي تخلف...هو انا ناقص!

حاولت معايا الست الوالدة بكافة الطرق أنها تقنعني و انا راسي جزمة قديمة، العمر مش بعزقه!

من هنا لهنا الوجع كان بيزيد عليا و الواد ابن خالتي كان عندنا و قاللي هو يعرف عيادة سنان كويسة اوي جنبنا في وسط البلد و قاللي علي ضمانتة. استسلمت في النهاية و رحت معاه. طبعاً انا ضارب كمية مسكنات تدوُّخ فيل أفريقي مراهق في موسم التزاوج فحاسس ان الدنيا حواليا ماشية بالتصوير البطيء!

العيادة كانت في شارع فؤاد (٢٦يوليو). عمارة أنيقة من الزمن الرومانسي و تحتها فيه كافيتيريا مشهورة كان ابويا بياخدني فيها كل يوم جمعة بعد حفلة سينما مترو بتاعة الأطفال. طبعاً انا عمري مارحت عند دكاترة سنان في مصر قبل كدة و كنت متخيل أني هاشوف مأساه طبعاً....يعني البلد كلها أصلاً ماشية بالبركة، هاتيجي علي دول يعني؟

دخلنا العيادة..مبدئياً تصميم عصري بس برضه محافظ علي الطراز المعماري العتيق بتاع العمارة و المنطقة كلها. 

انا : الحقوني انا حاسس ان فيه ضرس هاينط من بقي و يطلع يجري

الست اللي في الرسيبشن بابتسامه خفيفة : سلامتك، بس يا تري فيه حجز؟

انا : للأسف لأ بس انا هافطس

هي : طيب انت حظك كويس فيه حجز اتلغي النهارده، ممكن بياناتك؟

اديتها اسمي و دخلت قعدت و انا في عالم تاني. والله المكان شكله مبشر بالخير. ربنا يستر بس و تكون الأجهزه معقمة و مايحصليش حاجة. ندهو عليا و دخلت اوضة كده فيها كرسي صورة طبق الأصل من الكرسي اللي عند الدكتور بتاعي في احدي دول العالم اللي م الآخر! طبعاً انا كنت متوقع كرسي حلاق و خاب ظني. بصراحة ابتديت استريح شوية.

دخلت عليا الدكتورة و سلمت عليا ب اسمي و كانت في منتهي الأدب و الود و البروفيشينالزم و معاها ممرضة بتساعدها، بصراحة الممرضة أصلاً شكلها دكتورة...حاجه تفرح والنعمة! . بعد السلامات قلتلها اللي فيا و قلتلها انا بس عايز اي تلصيمة كدة علشان انا مسافر كمان كام يوم. دخلوني أوضة تانية و لبسوني مريلة و عملولي إشاعة قبل الدكتورة ما تضرب اي شاكوش ف بقي. ايه ده؟ ده نفس النظام بتاع بره بالظبط!! طب والله دي حاجة لطيفة خالص. ابتدت الدكتورة الشغل و قالتلي فيه حفرة قد بركة السبع كده في ضرس من ضروسي و هي هتحط حشو مؤقت بس لازم اشوف الدكتور بتاعي اول مارجع. بصراحة أيديها تتلف ف حرير و ماحستش بأي حاجه. بصراحة حسّيت أني مفتري و ان مصر لسة حلوة و فيها حاجات و ناس كتير زي الفل، الظاهر الغربة نسّيتني اصلي.
 

طبعاً كنت في منتهي السعادة علشان الوجع راح و ممكن آكل اللي نفسي فيه الكام يوم اللي انا قاعدهم. بعد ماخلّصت انا والبقف ابن خالتي رحنا جبنا سندوتشات مكرونة بالكبدة من عند الراجل اللي ورا القنصلية الفرنسية القديمة في شارع البورصة...بصراحة كانت أكله تاريخية!

طافت هذه الأحداث في مخيلتي وانا باطلَّع في الروح في مستشفي الحميّات في إمبابة  بعد التسمم اللي جالي من الاكلة التاريخية!

و الف هنا و شفا


        

 

الاثنين، 24 نوفمبر 2014

حوار مع مواطن مصري من المستوي الرابع






المذيعة : و معانا دلوقتي مواطن هناخد رأيه في الأوضاع الراهنة. اهلا بيك معانا في برنامج كرسي في الكلوب

المواطن : اهلا بيكي يا ابله

المذيعة : حضرتك بتشتغل ايه؟

المواطن : عندي نصبة شاي و قهوة علي كوبري الورّاق

المذيعة : طيب ايه رأيك في الخطوات اللي تمت في خارطة الطريق؟

المواطن : سعادتك حالة الطرق في مصر كلها تعبانة. جوز ألبت اختي سواق علي توكتوك و كل يوم يروّح بيسب و يلعن عشان المطبات و الحُفٓر اللي فالشوارع مبهدلينو التوكتوك.

المذيعة : انا قصدي خارطة الطريق السياسية...

المواطن : ماهو لازم يبقي كله بالسياسة يا ابله، يعني الحكومة تسايسنا شوية و يصلّحوا الطرق

المذيعة : طيب بلاش دي، ايه رأيك في الاخوان؟

المواطن : والله يا ابله ابويا الله يرحمه و هو بيموت وصّاني علي اخواتي و قاللي خد بالك منهم. أصل انا ولد واحد علي سبعتاشر بت و ابونا كان شغّال في محل........

المذيعة قاطعته : يا ابني انا باتكلم عن الاخوان المسلمين

المواطن : ايوه برضه كلنا اخوات في الاسلام مفيش حاجه يعني. 

المذيعة : طيب ايه رأيك في دور الاعلام بعد الثورة؟ 

المواطن : إنتي جيتي علي الجرح والله

المذيعة متهلله: طيب هايل ياريت تقولنا رأيك 

المواطن : ايام الثورة و المظاهرات كنت بروح انا و أصحابي نبيع اعلام مصر للناس اللي في المظاهرات. كانت سبوبة لوز و عملنا قرشين كويسين. بس خلاص العملية ماتت بعد المظاهرات ما وقفت. هما بطلوا مظاهرات ليه يا أبلة ؟

المذيعة : يا ابني انا قصدي التلفزيون و الجرائد 

المواطن : ااااه. والله يا أبلة انا بالم الجرايد من الشارع و ابعها بالكيلو للواد كاروته بتاع الطعمية، الرزق يحب الخفية

المذيعة : طيب بلاش. ايه رأيك في دور الجيش في حماية الدولة؟

المواطن : سعادتك انا لما جالي جواب التجنيد من تلات سنين رحت سلمت نفسي في الهايكستب بس روحوني بعد ما كشفوا عليا و قالولي ماينفعش ادخل الجيش علشان عندي رجل أطول من رجل.

المذيعة : طيب اخر سؤال، شاركت في اخر انتخابات وللا لا؟

المواطن : والله يا استاذة انا بقالي سنة بلف علي دكاترة أمراض جلدية علشان عندي انتخابات بين رجليا بسبب التصاق الفخدين. باخد مراهم كتير و مفيش حاجة نافعة. يا ريت لو حضرتك تعرفي دكتور كويس و رخيص اروحلو علشان انا تعبت قوي و ربنا يخليكي

الي هنا و سقطت المذيعة مغشياً عليها

الباشا الكلب!




صحيت مرة من النوم و فكرة أني اشتري كلب مسيطرة علي دماغي. أهو يقعد معايا و يسليني بدل مانا لوحدي. بس كنت عايز كلب يكون كبير في السن شوية علشان مايقرفنيش في الجري و التنطيط كل يوم. سألت حبايبنا هنا فنصحوني اروح مستشفي الكلاب اللي جنبي علشان بيكون عندهم كلاب للتبني و أسعارهم معقولة. 

وصلت مستشفي الحيوانات و ركنت العربية. مبدئياً المستشفي من بره انضف من انضف مستشفي بني أدمين شفتها في حياتي. تصميم انيق عصري. نفسي غمّت عليا لما قارنتها بالمستشفي اللي دخلتها في مصر زمان لما جالي إمساك مزمن، يومها دخل عليا اتنين ممرضات لا يقللو عن ١٥٠ كيلو كل واحدة منهم علشان يدوني حقنة شرجية!! التجربة كانت قاسية عليا جداً لدرجة ان لسة بيجيلي كوابيس منها لحد دلوقتي.يللا هيروحوا من ربنا فين.

المهم وصلت الرسيبشن و قلت للست اللي قاعدة أنا عايز اشتري كلب. باصّتلي بنظرة فيها تعجب ممزوج بالقرف و قالتلي احنا مابنبعش كلاب هنا، انت ممكن تتبني كلب او قطة. بلعت ريقي بصعوبة و حسّيت ببعض قطرات من العرق تتسابق علي جبهتي. قلتلها و ماله، بس هما فين؟ شاورتلي بأيديها أني انزل تحت.

نزلت تحت و لقيت ريسبشن تاني و عليه يافطة بتقول "مركز تبنّي الحيوانات اليتيمة". بدأت اشعر بحاله من عدم الارتياح و كنت عايز اطلع اجري. أنا كنت فاكر الموضوع ابسط من كدة...المهم وصلت الرسيبشن التاني وقابلتني مزّة من النوع الفاخر اللي بيطلع في المجلات ده و علي وجهها ابتسامة ماركة جوليا روبرتس! بصراحة قلبي انشرح و تفاءلت خير.

أنا : مساء الخير، أنا عايز كلب
المزّة: اوي اوي. اتفضل ورا اتفرّج علي اللي موجودين و ارجعلي تاني لو واحد عجبك.

يا سلاااام...ماهو الموضوع بسيط اوي أهو. لفيت علي الكلاب اللي كانت موجودة واحد واحد لحت ماعجبني واحد فيهم و رجعتلها. 

أنا : الكلب اللي اسمه باشا عجبني
المزّة: هايل، ده كلب ممتاز. تحب تتعرف عليه و تقضي معاه وقت علي انفراد؟
أنا : أفندم؟؟ 
المزّة: احنا لازم نطمئن ان الكلب هيستريحلك
أنا: ............
المزّة : أنا هاجيبهولك وانت تخرج به في الجنينة شوية علشان تتعرفوا علي شخصيات بعض

معرفش ليه حسّيت أني جاي اتجوز مش اجيب كلب. بس قلت يا واد ماعلينا خليك وراهم. جابتلي الكلب و اخدته في الجنينة. الصراحة كان لطيف و حبوب و دمه خفيف. بس طبعاً ماعرفش هو بيبادلني نفس الشعور ام لا!!

رجعت للمزّة و قلتلها بإستظراف ان الكلب عاجبني، ممكن تسأليه أنا عجبته ولا لأ؟ ضحكت ضحكه صفرا و دخلتني غرفة فيها ترابيزة اجتماعات و قالتلي المسؤول عن الكلب هيجيلك يعمللك انترفيو. 

انا: ............…!!!

دخل عليا راجل محترم كدة طول بعرض و شكلة سفير، وكيل وزارة، جيمس بوند....حاجه تفرح!! بعد السلامات طلّع رزمة ورق المفروض أملاها. بيانات عن حالتي الاجتماعية، مستوايا التعليمي، بتكلم لغات اجنبية ولا لا، دخلي الشهرى، نوع السكن، الوقت اللي متوقع اقضيه مع الكلب، اي خبرة سابقة في التعامل مع او تدريب الكلاب، ما هي خططي المستقبلية فيما يتعلق بالكلب وأخيراً لو انا مت او جرالي حاجة مين هياخد باله من الكلب!

في هذه اللحظات الحاسمة و الدقيقة من حياتي، كنت علي وشك أقوم اقلعلهم ملط و ادغدغ المكان علي دماغهم!! هو انا باشتري كلب وللا هاتجوز؟ ده انا لما اتجوزت محدش عمل معايا كدة! ده حمايا كان ناقص يديني شهادة ضمان لخمس سنين و علبتين كبريت و كرتونة فراخ قبل ماتجوز!!

مسكت نفسي بالعافية وقلت مش مهم، ان كان لك عند الكلب حاجة.... قل له يا باشا!!

جيمس بوند بص في الورق اللي انا مليتة و قاللي بنبرة صوت حزينة كلها أسف ان ظروفي الشخصية و مستواي الاجتماعي لا تسمح انهم يدوني الكلب. هو شايف أني مش هاعرف أرعاه رعاية تليق به و توفر له الحياة الكريمة التي يستحقها!!

كل هذه الأحداث مرت امام عيني و انا بانط بالعربية من فوق الكوبري!!

الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

النظرية المُوَحَّدة للشتيمة المصرية


نشرت المجلة العلمية "اسفوخس علي كدة" المعنية بتحليل و تقييم سفالة و قلة أدب شعوب العالم، احدث النظريات التي تحاول تحليل و تبسيط أصول الشتيمة المصرية من ايام الفراعنة....للايام السودة اللي بنعيشها. و قد قام الاستاذ الدكتور العلّامة الجهبذ "بهلول الكروديا" في نظريته بتبويب مقومات و أصول الشتيمة المصرية كالآتي :

شتائم صديقة للبيئة: الإشارة الي اي شيئ له علاقة بالبيئة في الشتيمة، حيوان او نبات او جماد. و تعتبر من اخف انواع الشتائم و الطفها. زي ما ابوك يقولك تعالي يا حمار كدة يعني.

شتائم أسرية: اي إشارة الي أقارب من الدرجة الأولي في البنية اللغوية للشتيمة. غالباً يتم ذكر الأب او الام مشفوعاً بشتائم صديقة البيئة. من عينة ابن كذا و بنت كذا

شتائم بيولوجية: التي يتم بها الإشارة الي اي عضو من أعضاء الجسم. و كفاية مش هنفسّر اكتر من كدة!!!

شتائم hybrid : و يتجلي في هذا النوع من الشتائم عبقرية الشخصية المصرية في المزج الإبداعي بين الأنواع الثلاث السابقين. 

شتائم تمويهية : وهي من نوع قادر علي التخفي في جملة ظاهرها البراءة. و من سمات هذا النوع الخبيث أيضاً ان مفعوله بيظهر بعد فترة. يعني واحد يرزعك كلمة ماتفهمش هو قصد بيها ايه الا لما تروح البيت. شعورك بيكون كانك اخدت قفا من النوع النووي.




زوجة سريعة الاشتعال

 

مراتي عاملة زي البنزين، سريع الاشتعال، بس مينفعش العربية تمشي من غيره. 

قفز هذا التشبيه الي ذهني وهي بتلف بالعربية في وسط الكورنيش  و بتفتح الباب اللي ناحيتي علشان ترفسني برة و العربية ماشية علي ٨٠كم/ساعة. بصراحة كنت في منتهي النشوة لما فتحت عيني و انا في قسم العناية المركّزة و لقيتها قدامي و الدموع في عينيها. حتي لما الظابط حب يعرف انا ازاي وقعت بره العربية، قلتله أصل فيه نحلة دخلت من الشباك و انا بخاف من النحل الصراحه. لمحت نظرة عرفان من مراتي خصوصاً ان فيه شهود كانو متهمينها بالشروع في قتلي! 

بس هي بصراحة بتحاول تدلعني بس العيب فيا انا، انا اللي مبفهمش و مبقدرش. زي اليوم اللي الجيران كلموني و قالوا سامعين صويت و دربكة في الشقة و انهم بلغوا البوليس. طبعاً جريت عالبيت و انا متشحتف و لقيت امّم في الشارع و جحافل علي السلم وعربيات المطافئ محاصرة البيت. طلعت جري علي الشقة لقيت مراتي -ربنا يكملها بعقلها- متشعلقة في النجفة و بتوع المطافي بيحاولو ينزلوها، و البوليس لقي الواد ابني الصغير قاعد في الفرن بيعيط، و حماتي قافلة علي نفسها في الحمام و بترقع بالصوت. نزّلت مراتي من النجفة و اطمنت ان الواد سليم و بتوع المطافي دغدغو باب الحمام علي حماتي علشان يخرجوها و اضطروا يكتفوها لحد ماتهدأ. 

انا : مالك يا حبيبتي حصل ايه؟

مراتي : انت السبب

انا : ليه بس يا ماما انا عملت ايه؟

مراتي : ( بتعيط) مش انت اللي بتقول اني ماباخدش بالي منك و بقالي ٧ سنين ما طبختلكش حاجه؟

انا : مين الجزمة اللي قال كدة؟ أنشالله يا رب اتمرمط مرمطة الاخوان لو كان ده حتي جه علي بالي! اكل ايه و زفت ايه؟ و هو فيه راجل عاقل محترم يطلب من مراته اكل؟؟ الحياه فيها حاجات اهم من الاكل و التفاهات دي. بس برضة يا روحي هي ايه علاقة النجفة بالموضوع؟ 

مراتي : انا قلت اعملّك صينية الفراخ اللي انت بتحبها و بتسيبني قاعدة زي القرد بتروح عند أمك مرة في الشهر علشان تاكلها.

انا : يا روحي دي أمي ساكنة في الشارع اللي ورانا و بروحلها بس لما بتروحي تدريب الكاراتيه بتاعك.

مراتي : أكيد أمك هي اللي بتسخنك عليا، هي كانت عايزاك تتجوز الشملولة بنت اختها، اياكش تولع بجاز البعيده...  المهم سألت ماما بتجيب الفراخ منين فرقعت بالصوت في التليفون و قالتلي هي هتجيبها و تجيلي. قعدت أدوّر علي الفرن اللي في المطبخ لحد ماما ما توصل بس ماعرفتش ألاقيه....

انا :.....…

مراتي : ايه؟؟ مش عاجبك؟؟ انا مكنتش اعرف ان احنا عندنا فرن، انا كنت فاكراه دولاب الجزم...

انا : معلش ولا يهمك يا روحي. بس برضة ايه علاقة النجفة بالموضوع؟

مراتي : كلمتني صاحبتي انشراح و قعدنا نرغي شوية وانا بأحاول اعملّك السم الهاري اللي كنت هاطفّحوهلك النهاردة. تخيل جوزها برضة طلب منها تطبخله مخاصي و ممبار، بس الكلام ده بقالة كذا شهر...و مش لاقيين جوزها من ساعتها، اختفي، فص ملح و داب....

بلعت ريقي بالعافية و تظاهرت بالتماسك و مرضيتش اسأل عن الفقيد..الي جنة الخلد أنشالله يا ابو حنان

مراتي: المهم و انا باكلم انشراح سرحت شوية...بدل ما أحط صينية الفراخ اللي ماما كانت عملتها خلاص في الفرن، حطيت الواد بوزو. و حطيت الصينية علي الكابينيه مكان بوزو.

انا :…………

مراتي : لما ماما شافت كل ده ابتدي يجيلها حالة هيستيريه و طلعت تجري ورايا بعصاية الغليّة....انا خفت منها و ماحستش بنفسي غير وانا عالنجفة. انا مش قادرة افهم هي ليه حصلّها كدة؟ تفتكر ليه؟

انا : ماتاخديش في بالك يا روحي...أمك مجنونة! طيب يا روحي هو جوز انشراح صاحبتك بقاله قد ايه مختفي؟

مراتي : ييجي ٦ شهور كدة...اشمعني؟

لم أرد عليها. طبعت قبلة حانيه علي رأسها، و دخلت بوست الواد بوزو. 

جايلك يابو حنااااااااااااااااااااااان......قلتها بصوت ملتهب و انا في طريقي الي الرصيف بعد ان قفزت من بلكونة منزلنا في الدور التاسع.

والعاقبة عندكم في المسرّات.


الأحد، 16 نوفمبر 2014

قاموس المصطلحات المجعلصة! (٢)




الحراك الثوري : حالة الجزء الأسفل من الأمعاء الغليظة و القولون بعد وجبة مجهولة الهوية من مطعم البرنس في إمبابة 

القصاص : عندما يلسعك ابوك علي قفاك بعدما قفشك بتشرب سجاير في بير السلم

الفلول : العيال اللي بيجروا ورا عربيّات الرش

السلفيين: احدى قبائل ما قبل التاريخ و ترتبط بقبائل البوشمن و الهوتونتوت في أحراش زيمبابوي. 

الداعية: ناس ممكن تؤجرها باليوم علشان تِدْعي علي حماتك او مديرك في الشغل

الشرعية: كل مواطن من حقة يتجوز أربعة

التكفيريين : ولاد جاري اللي فوق اللي مكفرين سيئاتي و مش عارف انام من دوشتهم

الاشتراكية الثورية : ان مراتك تجيب اصحابها و يشتركوا سوياً في ضربك بالشباشب بعد اي خناقة

الفن الهادف : حفريات وجدت في مقبرة الفرعون آه-يانا-يامّه احد ملوك الاسرة ال٥٦ التي تم اكتشافها في السنبلاوين

والبقية تأتي.... 

السبت، 15 نوفمبر 2014

قاموس المصطلحات المجعلصة!



مراتي: احنا نازلين. الاكل في التلاجة.
أنا : طيب سلميلي علي حماتي و اختك اوي.
مراتي: يوصل. هانرجع أنا والعيال يوم السبت.
أنا : ماشي الكلام.

حالة من السكون الغير معتاد ضربت البيت اول ما مراتي قفلت الباب ورآها. طقوس اليوم العادي في البيت كانت تشمل جري مراتي بالشبشب ورا العيال علشان ياكلو او يعملو الواجب. مرات كثيرة أكون جالس في أمان الله و ينوبني من الحب جانب. فردة جزمة عابرة للقارات تلبس في قفايا، مغرفة تخطئ طريقها لضهر ابني و تستقر بإصرار علي خدي اليمين. أشياء من هذا القبيل. 

شعرت بفرحة مكتومة و أنا جالس في الصالون استمتع بالهدوء. منيت نفسي بليلة سعيدة مع برامج التوك شو خصوصاً محدش هينازعني علي ملكية الريموت كنترول علشان يتفرجو علي مسلسلات او كارتون. 

فتحت التلفزيون......

المذيع : (يصرخ) دول هايخربو البلد ، ده طابور خامس و شوية عيال.
الضيف: (يولول) دي مؤامرة دولية مكتملة الأركان 

غيرت القناة

المذيعة : (تلطم) الأخلاق انهارت والتحرش الجنسي بقي وباء
الضيف : أصل الموروث الثقافي بتاعنا بعافية حبتين

هرشت دماغي و غيرت القناة

المذيع : (يندب) أصل أمريكا عايزة تعمل فوضي خلّاقة
الضيف: خلّاقة دي تبقي خالتهم!

تنّحت شوية وغيرت القناة

المذيعة : (محروقة اوي) الله يخرب بيت المنظمات الحقوقية و المجتمع المدني دول
الضيف: لازم يعدمو علي الخوازيق في ميدان التحرير

نظرت ببلاهة للتلفزيون و غيرت القناة. هاتفرج علي أغنية بوس الواوا أحسن!

بعد فترة من مشاهدة السيدة الفاضلة هيفا وهبي، شعرت بزيادة ملحوظة في افرازات الغدد اللعابية مع جحوظ في العين الشمال. عند هذا الحد اغلقت التلفزيون و رميت الريموت من البلكونة و قررت اعمل قاموس للمصطلحات اللي مبهدلانا في التلفزيون ليل نهار و محدش فاهم ولا كلمة! 

الطابور الخامس : الطابور الذي يتكون تلقائياً علي باب فرن العيش بعد خمسة ساعات من الانتظار

الموروث الثقافي : كل ابن من حقه ان يرث والديه. أبناء الممثلين ممثلين، أبناء القضاه قضاه، أبناء الضباط ضباط..الخ!

الفوضى الخلّاقة: الاصطفاف الوطني الجليل للعربيات مع الناس و لامؤاخذة الحمير عند اي تقاطع شارعين في مصر

المجتمع المدني : رابطة خريجي قسم الهندسة المدنية بجامعة الزقازيق

المنظمات الحقوقية : قهوة في باب اللوق و يقال والله اعلم في بِركة الفيل

الشرق الأوسط الكبير : حفيد علي بك الكبير بتاع المماليك من مراتة التانية

نظرية المؤامرة : اي حد يختلف معاك في الرأي لازم تضربو بالجزمة!

و البقية تأتي....